٢٥٥٥ - وَعَن أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه- عَن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ادعوا الله وَأَنْتُم موقنون بالإجابة وَاعْلَمُوا أَن الله لَا يستجيب دُعَاء من قلب غافل لاه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ مُسْتَقِيم الْإِسْنَاد تفرد بِهِ صَالح المري وَهُوَ أحد زهاد الْبَصْرَة (١). قَالَ الْحَافِظ صَالح المري لَا شكّ فِي زهده لَكِن تَركه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ.
قوله: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، تقدم الكلام عليه.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" الحديث.
اعلم أن مقصود الدعاء هو حضور القلب والافتقار.
قوله:"واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل" وقد علمنا أنه ليس كل الناس تجاب دعوته ولا كل وقت تجاب دعوة الفاضل وأن دعوة المظلوم ولا تكاد ترد.
واعلم أنه ينبغي للداعي أن يحضر قلبه في الدعاء لأنه المقصود، وتقدم الكلام عليه مبسوطا في الحديث قبله والله أعلم.
قوله:"واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" وفي رسالة القشيري في باب الدعاء: مر موسى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- برجل يدعو ويتضرع، فقال موسى:
(١) الترمذي (٣٤٧٩)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والحاكم (١/ ٤٩٣)، والطبراني في الأوسط (٥١٠٩)، والخطيب في التاريخ (٤/ ٣٥٦)، قال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري، وهو أحد زهاد أهل البصرة ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صالح متروك، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥٩٤).