للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وفي رواية عن محمد بن الحنفية قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة" الحديث، فإن قيل: هذا الحديث إن حمل على ظاهره أشكل فإن الظاهر أنه ذم الناسي والنسيان لا يترتب عليه ذلك كحديث الحسن المشهور: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" ولما تقرر من أن الناسي غير مكلف وغير المكلف لا لوم عليه، الجواب: أن المراد بالناسي التارك كقوله تعالى {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} و (١) وكقوله: {أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (٢) قال الهروي: في الأول معناها تركوا أمر اللّه تعالى فتركهم [من رحمته] وكذلك اليوم تنسى أي تترك [في] النار، قال اللّه تعالى: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (٣) [قال السدى أي نتركهم من الرحمة كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا، التارك لها لا صلاة له والصلاة عماد الدين من تركها حق له ذلك، يقال: خطئ في دينه خطأه إذا أثم فيه والخطأ الذنب والإثم وأخطأ تتخطئ إذا سلك سبيل الخطأ عمدا أو سهوا ويقال: خطئ بمعنى أخطأ أيضًا وقيل خطئ إذا تعمد وأخطأ إذا لم يتعمد (٤) واللّه أعلم قاله في الديباجة (٥).


(١) سورة التوبة، الآية: ٦٧.
(٢) سورة طه، الآية: ١٢٦.
(٣) سورة الجاثية، الآية: ٣٤.
(٤) النهاية (٢/ ٤٤).
(٥) كتاب الديباجة في شرح سنن ابن ماجة، لا يزال مخطوطًا كما سبق الإشارة إلى هذا.