للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجهد والمشقة ولو لم يكن في الحرص على المال إلا تضييع العمر الشريف الذي لا قيمة له وقد كان يمكن صاحبه فيه اكتساب الدرجات ولو فعل فاز بالعلى والنعيم المقيم فضيعه الحريص في طلب رزق مضمون مقسوم لا يأتي منه إلا ما قدر وقسم ثم لا ينتفع به بل يتركه لغيره ويرتحل عنه فيبقى حسابه عليه ونفعه لغيره فيجمع لمن لا يحمده ويقدم على من لا يعذره لكفى بذلك ذمًا للحريص فالحريص يضيع زمانه الشريف ويخاطر بنفسه التي لا قيمة لها في الأسفار وركوب الأخطار لجمع مال ينتفع به غيره كما قيل:

ومن ينفق الأعمار في جمع ماله ... مخافة فقر فالذي فعل الفقر

ولا تحسبن الفقر فقرا من الغنا ... ولكن فقر الدين من أعظم الفقر

وفي بعضِ الآثارِ الإسرائيلية: الرزق مقسوم والحريص محروم. ابن آدم إذا أفنيت عمرك في طلب الدنيا فمتى تطلب الآخرة.

شعر:

يا جامعًا مانعًا والدهرُ يرمقُه ... مفكرًا أيُّ بابٍ منه يغلقُه

جمعتَ مالًا ففكرْ هل جمعتَ له ... يا جامعَ المالِ أياما تفرقُه

المالُ عندَك مخزونٌ لوارثهِ ... ما المالُ مالك إلا يومَ تنفقُه

إِنَّ القناعةَ من يَحللْ بساحتِها ... لم يلق في ظلِّها همًّا يؤرقُه

كان عبد الواحد بن زيد يحلف بالله لحرص المرء على الدنيا أخوف عليه عندي من أعدى أعدائك.

وأما الحرص على الشرف فهو أشد هلاكا من الحرص على المال فإن طلب الشرف الدنيا والرفعة فيها والرياسة على الناس والعلو في الأرض أضر