للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورفع يديه يوم بدر يستنصر على المشركين حتى سقط رداءه عن منكبيه (١).

الرابع: تناول الحلال في المطعم والمشرب والملبس ونشوء الجسد على الغذاء الحلال، وبالجملة اجتناب الحرام من كل شيء شرط إجابته وأن تناول الحرام مانع منه ووجه ذلك أن مبتدأ إرادة الدعاء القلب ثم تفيض تلك الإرادة على اللسان فينطق به، والقلب يفسد بتناول الحرام وإذا فسد القلب فسد الجسد وجوارحه والفاسد ليس بطيب والله عز وجل لا يقبل إلا الطيب فالله عز وجل لا يقبل دعاء من أكل الحرام وغذي به.

قوله: "وغذي بالحرام" بغين معجمة مضمومة وذال معجمة مكسورة مخففة أي كان غذاؤه الحرام.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأنى يستجاب لذلك" أي من أين يستجاب لمن هذا صفته وكيف يستجاب له فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد وليس صريحا في استحالة الإجابة ومنعها بالكلية وقال بعضهم: إن قوله - عليه السلام -: "فأنى يستجاب لذلك" استبعاد للإجابة مع أكل الحرام ومعناه أنه ليس أهلًا لإجابة في عائه لكن يجوز أن يستجيب الله تفضلًا ولطفًا وكرما قاله القرطبي (٢) والطوفي (٣) واعلم أن هذا الحديث كثير النفع لأنه تضمن بيان حكم الدعاء


(١) أخرجه مسلم (٥٨ - ١٧٦٣) وأبو داود (٢٦٩٠)، والترمذي (٣٠٨١) عن عمر بن الخطاب.
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٩/ ٢٩).
(٣) التعيين في شرح الأربعين (ص ١١٦) للطوفى.