للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المحرمات كالحمى الذي تحمي الملوك ويمنعون غيرهم من إتيانه قربان وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - حول المدينة اثنتي عشر ميلا حمى محرما لا يقطع شجرة ولا يصاد صيده (١) وحمى عمر وعثمان - رضي الله عنهما - أماكن ينبت فيها الكلأ لأجل رعي إبل الصدقة والله عز وجل حمى هذه المحرمات منع عباده من قربانها وسماها حدوده فقال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} (٢) وجعل من يرعى حول الحمى أو قريبا منه جديرا بأن يدخل الحمى ويرتع فيه فكذلك من تعدى الحلال ووقع في الشبهات فإنه قد قارب الحرام غاية المقاربة فما أخلفه بأن يخالط الحرام المحض ويقع فيه ا. هـ قاله ابن رجب (٣).


(١) أخرجه البخاري (٢٣٧٠) وأبو داود (٣٠٨٣)، والنسائي في الكبرى (٨٦٢٤) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، أنَّ الصعب بن جثامة، قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حمى إلا لله ورسوله". وقال بلغنا أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع، وأنَّ عمر حمى السرف والربذة.
وأخرجه: ابن أبي شيبة (٢٣١٩٣) من حديث ابن عمر: أنَّ عمر حمى الربذة لنعم الصدقة.
وأخرجه: ابن أبي شيبة (٣٧٦٩٠)، والبيهقي ٦/ ١٤٧ من حديث أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري، قال: سمع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنَّ وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلما سمعوا به أقبلوا نحوه، قال: وكره أنْ يقدموا عليه بالمدينة فأتوه فقالوا له: ادع المصحف وافتح السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتّى أتى على هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}، وقالوا له: قف. أرأيت ما حميت من الحمى، آلله أذن لك أم على الله تفترون؟ فقال: امضه، نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى، فإنَّ عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة، فزدت في الحمى لما زاد في الصدقة. بلفظ البيهقي.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٧.
(٣) جامع العلوم والحكم (١/ ٢١٩ - ٢١٧).