للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى العذري قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يحتكر إلا خاطيء" قال النووي (١): هكذا وجد في أصل المصنف وهكذا هو في النسخ معمر العذري بعين مضمومة ثم ذال معجمة ساكنة ثم راء وهو غلط وتصحيف وهو ابن عدي بفتح العين والدال المهملتين وبالواو ومنسوب إلى عدي بن كعب بن لؤي ا. هـ.

قال ابن عبد الله (٢): وكان معمر وسعيد بن المسيب يحتكران الزيت قال: فدل على أنه أراد بالحكرة الحنطة وما يكون قوتا في الأغلب والله أعلم ولم يخرج البخاري في صحيحه عن معمر هذا شيئا.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من احتكر طعاما فهو خاطئ" وفي رواية "لا يحتكر إلا خاطيء" قال أهل اللغة: الخاطئ بالهمز هو العاصي الآثم قال الله تعالى: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) (٣) وهذا الحديث صريح في تحريم الاحتكار قال النووي (٤) قال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو الاحتكار في الأقوات خاصة وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة ولا يبيعه في الحال بل يدخره ليغلو ثمنه فأما إذا جاءه من قريته أو اشتراه في وقت الرخص وادخره أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله أو ابتاعه ليبيعه في وقته فليس


(١) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٨) للنووى.
(٢) يعنى ابن عبد البر وكلامه في الاستيعاب (٣/ ١٤٣٤).
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٣١.
(٤) شرح النووى على مسلم (١١/ ٤٣).