للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: ورد في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن أحدكم أراد أن يأتي أهله قال باسم اللّه اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهم ولد في ذلك لا يضره الشيطان أبدًا" (١) ومقصود الحديث واللّه أعلم أن الولد الذي يقال له ذلك يحفظ من إضلال الشيطان وإغوائه ولا يكون للشيطان عليه سلطان لأنه يكون من جملة العباد المحفوظين المذكورين في قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} (٢) وذلك ببركة الأبوين الصالحين وبركة اسم اللّه تعالى والتعوذ والالتجاء إليه ولا يفهم من هذا نفي وسوسته وتشعيثه وصرعه فقد يكون كلّ ذلك ويحفظ اللّه الولد من ضرره في قلبه ودينه وعاقبة أمره (٣).

قال القاضي عياض (٤): قيل المراد بقوله لا يضره الشيطان أي لا يصرعه شيطان وقيل لا يطعن عند ولادته بخلاف غيره كما في الصحيح أن الشيطان يطعن في خاصرة كلّ مولود حين يولد إلا مريم وابنها جاء يطعن فطعن الحجاب (٥) ويحتمل قوله لا يضره الشيطان أن الولد يكون إيمانه محفوظا وأن الشيطان لا يتخبطه عند الموت بل يموت مسلما وإذا ختم للعبد بخير لا


(١) أخرجه البخاري (١٤١) و (٣٢٧١) و (٦٣٨٨) و (٧٣٩٦)، ومسلم (١١٦ - ١٤٣٤) عن ابن عباس.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٤٢.
(٣) المفهم (١٣/ ٢٣).
(٤) إكمال المعلم (٤/ ٦١٠).
(٥) أخرجه البخاري (٣٢٨٦) عن أبي هريرة.