للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى الملائكة وجميع الحيوانات أن يقربوا من آدم ويهنؤه فاتته جميع الأشياء زمرة بعد زمرة حتى الذرة والبعوضة فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ فتاب عليه وأنه التواب الرحيم (١).

فإن قيل لم قال اللّه تعالى فتاب عليه ولم يقل فتاب عليهما.

فجواب: أن هذا مخرجه مخرج الإيجاز وإن كان المراد به الاثنين كما قال اللّه تعالى واللّه ورسوله أحق أن يرضوه وكذا وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها (٢) واللّه أعلم ا. هـ قاله ابن الفرات الحنفي في تاريخه.

قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "استوصوا بالنساء" وفي الحديث الآخر الذي سيأتي استوصوا بالنساء خيرا الاستيصاء قبول الوصية أي أوصيكم أيها الرجال بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها فاصبروا عليهن وارفقوا بهن وأحسنوا إليهن فإنهن خلقن من ضلع والضلع استعير للمعوج أي خلقهن خلقا فيه إعوجاج فكأنهن خلقن من أصل معوج فلا يتهيأ والانتفاع بهن إلا بمداراتهن والصبر على إعوجاجهن وقيل أراد به أن أول النساء وهي حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم (٣).


(١) نهاية الأرب (١٣/ ٢٢ - ٢٥).
(٢) انظر: تفسير القرطبي (١/ ٣٢٥).
(٣) المفاتيح (٢/ ٣٧٢).