للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أهل اللغة: العوج بالفتح في كلّ شخص وبالكسر فيما ليس بمرئى كالرأي والكلام قال: وانفرد عنهم أبو عمرو الشيباني فقال كلاهما بالكسر ومصدرهما بالفتح معا حكاه عنه ثعلب ومنه الحديث حتى يقيم به الملة العوجاء يعني ملة إبراهيم التي غيرتها العرب عن استقامتها فالمرأة كالضلع إن رمت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ومما أنشدوا في المعنى:

هي الضلع العوجاء لست تقيمها ... ألا إن تقويم الضلوع انكسارها

أيجمعن ضعفا واقتدارا على الفتى ... أليس عجيبا ضعفها واقتداراها (١)

فيستحب ملاطفة النساء والإحسان إليهن وملاعبتهن والصبر عليهن وسعة خلقه عليهن وتحمل إسائتهن والصبر على عوج خلقهن واحتمال ضعف عقلهن وكراهة طلاقهن بلا سبب ففيه الحث على الرفق بهن وأنه لا مطمع في استقامتهن لهذا الحديث (٢) ويستحب أن لا يزيد على امرأة واحدة لأنه ربما لا يتسع خلقه على الصبر على أكثر من واحدة قال اللّه تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} (٣) (٤).

فإن قيل: فالنبي - صلى الله عليه وسلم - نكح زيادة على الواحدة فهلا استحب لغيره الزيادة إلى أربع فعنه ثلاثة أجوبة:


(١) أنشده ابن الأعرابى كما في ذم الهوى (ص ١٧٣) وهو لحاجب بن ذبيان كما في تاج العروس (٢١/ ٤١٨).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٥٧).
(٣) سورة النساء، الآية: ٣.
(٤) الحاوى (١١/ ٤١٧)، البيان (٩/ ١١٨) و (١١/ ١٨٩ - ١٩٠).