للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حكى (عاما) ومنه قيل إنها حسناء لا تفرك (١) وكذلك فركها زوجها ولم يسمع هذا الحديث في غير الزوجة يقال رجل مفرك بالتشديد للذي يبغضه النساء حكاه الجوهري (٢) كأنه حث على حسن العشرة منه حديث ابن مسعود أتاه رجل فقال تزوجت امرأة شابة وإني أخاف أن تفركني فقال: إن الحب من اللّه تعالى والفرك من الشيطان ا. هـ قاله في النهاية (٣) قال القاضي عياض رحمه اللّه (٤): هذا ليس على النهي بل هو على الخبر أي لا يقع منه بغض تام لها أي أن بغض الرجال للنساء خلاف بغضهن لهم ولهذا قال: إن كره منها خلقا رضي منها آخر قال النووي (٥): وما قاله ضعيف أو غلط بل الصَّواب أنه نهى ألا لا ينبغي أن يبغضها لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينه أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك وهذا الذي ذكرته من أنه نهى يتعين لوجهين أحدهما أن المعروف في الروايات لا يفركها بإسكان الكاف لا برفعها وهذا يتعين فيه النهي ولو روى مرفوعًا لكان نهيا بلفظ الخبر والثاني: أنه وقع خلافه فبعض الناس يبغض زوجته ولو كان خبرا لم يقع خلافه وهذا واقع وما أدري ما حمل القاضي على هذا التفسير (٦) ا. هـ والله أعلم.


(١) مطالع الأنوار (٥/ ٢١٤).
(٢) الصحاح (٤/ ١٦٠٣)، والميسر (٣/ ٧٦٧).
(٣) النهاية (٢/ ٤٤١).
(٤) إكمال المعلم (٤/ ٦٨٠ - ٦٨١).
(٥) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٥٨).
(٦) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٥٨ - ٥٩).