للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لشبههن بالرجال قاله الحافظ العسقلاني المشهور بابن حجر.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "نساؤهم كاسيات عاريات" يقال: كسى يكسى فهو كاس إذا صار ذا كسوة ومنه قوله: واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.

ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من كسى يكسو كماء دافق، قاله في النهاية (١)، قال الإمام أبو العباس القرطبي (٢) معناه: كاسيات من الثياب عاريات من الدين لانكشافهن وإبداء بعض محاسنهن وقيل كاسيات ثيابا رقاقا تظهر ما تحتها وما خلفها فهن كاسيات في الظاهر عاريات في الحقيقة، وقيل: كاسيات في الدنيا بأنواع الزينة من الحرام وبما لا يجوز لبسه عاريات يوم القيامة، قال القرطبي: كله يحتمل اللفظ وأحسنها كاسيات عاريات من الدين، وأنشدوا:

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ... تقلب عريانا وإن كان كاسيا

وخير لباس المرء طاعة ربه ... ولا خير فيمن كان لله عاصيا

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "على رؤوسهن كأسنمة البخت" والبخت الإبل الواحد بختي والأنثى بختية، والبخاتي جمال طوال الأعناق، وقيل: بل غلاظ ذوات سنامين وجمعها بخاتي غير منصرف ولك أن تخفف الياء فتقول البخاتي وكذا كل ما أشبهها مما واحده مشدد يجوز في جمحه التشديد والتخفيف كالسواري والعواري والعلالي والأواني والأماني والكراسي


(١) النهاية (٤/ ١٧٥).
(٢) المفهم (١٧/ ١٢٢).