للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "العنوهن فإنهن ملعونات" هذا اللفظ يقتضي أن ذلك من الكبائر فإن اللعن لا يكون إلا في كبيرة قد ارتكبها الإنسان كما تقدم.

٣١١٠ - عَن أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- صنفان من أهل النَّار لم أرهما قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر يضْربُونَ بهَا النَّاس وَنسَاء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لَا يدخلن الْجنَّة وَلَا يجدن رِيحهَا وَإِن رِيحهَا ليوجد من مسيرَة كَذَا وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم وَغَيره (١).

قوله: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرهما" الحديث، هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان فقد وقع ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- وفيه ذم هذين الصنفين، قال أبو العباس القرطبي (٢): قال الحافظ ابن دحيه (٣): الصنف فيما ذكر عن الخليل الطائفة من كل شيء.


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٣٥٦ (٨٧٨٦) و ٢/ ٤٤٠ (٩٨١١)، ومسلم (١٢٥ - ٢١٢٨) و (٥٢ - ٢١٢٨)، وأبو عوانة (٩٢٨٨)، وابن حبان (٧٤٦١)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٢٢٤ - ٢٢٥ رقم ١٨١١) و (٦/ ٨٠ رقم ٥٨٥٤)، والشجري في الأمالي (٢/ ٣٦٩)، والبغوي في شرح السنة (٢٥٧٨).
(٢) التذكرة بأحوال الموتى (ص ٨١٧).
(٣) عمرُ بْن حسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْجُمَيِّل بْن فَرْحِ بْن خَلَف بْن قُومِس بْن مَزْلال بْن مَلَّال بْن أَحْمَد بْن بدر بْن دِحْيَة بْن خليفة؛ كذا نسب نفسه، العلامة أبو الخطاب ابن دِحْيَةَ، الكَلْبيُّ الدّانيّ الأصلٍ، السَبْتي. [المتوفى: ٦٣٣ هـ] كان بصيرًا بالحديثِ مُعتنيًا بتقييدِه، مُكِبًّا عَلَى سماعه، حسن الحظ معروفًا بالضبطِ، لَهُ حظٌ وافرٌ من اللغّةِ، ومشاركةٌ فِي العربية وغيرها. تاريخ الإسلام (١٤/ ١١٣ - ١١٦)، حسن المحاضرة ١/ ٣٥٥، ذيل التقييد ٢/ ٢٣٦.