للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن صرح به [الصميري] والبغوي وآخرون للأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما فإبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من شاب (١) وذلك أنه كان إسحاق على شبهه لا يفرق بينهما المتأمل الحاذق فوسمه الله تعالى بالشيب حتى تميز به عنه وروي أنه لما رأى الشيب راعه قال: يا رب، ما هذا؟ فأوحى الله عز وجل إليه أن هذا وقاري فقال اللهم زدني وقارا فأصبح أبيض اللحية والرأس (٢)، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من عمره الله في الإسلام أربعين سنة رفع الله عز وجل عنه الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين رزقه الله الإنابة إليه وإذ بلغ الستين خفف الله عنه الحساب وإذا بلغ السبعين أحبه الله تعالى وحببه لأهل السماء والأرض وإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته ومحى عنه سيئاته فإذا بلغ التسعين رفع الله عنه القلم وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته" (٣) وقال


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد عقب (١٢٥٠) عن سعيد بن المسيب.
(٢) كنز الدرر (٢/ ٢١٢).
(٣) أخرجه أحمد ٣/ ٢١٧ (١٣٤٨٣)، والبزار (٦١٨٢) و (٦١٨٣)، وأبو يعلى (٤٢٤٦ و ٤٢٤٧ و ٤٢٤٨ و ٤٢٤٩ و ٤٢٥٠)، وابن فيل في جزئه (٤)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ١٣٢ - ١٣٢)، والبيهقي في الزهد (٦٤٢) عن أنس بن مالك. وقال البزار: ولا نعلم أسند جعفر بن عمرو بن أمية، عن أنس، إلا هذا الحديث.
وقال الهيثمي في المجمع، ١٠/ ٢٠٤ - ٢٠٥: رواها كلها أبو يعلى بأسانيد، ورواه أحمد موقوفا باختصار -قلنا: يعني هذه الرواية-، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة، وهما ضعيفان جدا، وفي الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق ثقات، وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه. =