للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتمرق وانمرق إذا انتشر وتساقط من [مرض أو غيره]، ولم يذكر القاضي عياض في الشرح سوى الراء المهملة كما ذكرنا وحكاه في المشارق عن جمهور الرواة من المروق وهو خروج الشعر عن موضعه أو من المرق وهو نتف [الصُّوف] (١)، وحكي عن جماعة من رواة صحيح مسلم أنه بالزاي المعجمة وهذا وإن كان قريبا من معنى الأول ولكنه لا يستعمل في الشعر في حال المرض ولذلك أصحاب الغريب لم يذكروا سوى "تمرق" بالراء المهملة (٢) والله أعلم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله الواصلة والموصولة" وفي رواية "الواصلة والمستوصلة" الحديث، أما الواصلة فهي التي تصل الشعر بشعر النساء، والمستوصلة المعمول بها ذلك، قاله المنذري، وهذه الأحاديث التي وردت صريحة في تحريم الوصل ولعن الواصلة والمستوصلة مطلقا، وهذا هو الظاهر المختار قال النووي (٣)، وقد فصله أصحابنا أي الشافعية فقالوا: عن وصلت شعرها بشعر آدمى فهو حرام بلا خلاف سواء كان شعر رجل أو امرأة وسواء شعر المحرم والزوج وغيرهما بلا خلاف لعموم الأحاديث ولأنه يحرم الانتفاع بشعر الآدمي وسائر أجزائه لكرامته بل يدفن شعره وظفره وسائر أجزائه وإن وصلت بشعر (غير) (٤) الآدمي فإن كان شعرا نجسا وهو شعر الميتة وشعرها لا يؤكل إذا انفصل في حياته فهو حرام أيضا للحديث ولأنه حمل نجاسة في صلاته وغيرها عمدًا وسواء في هذين


(١) الكواكب الدراري (٢١/ ١٢٨).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٠٣).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٠٣ - ١٠٤).
(٤) سقط من الأصل ومثبتة في شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٠٣ - ١٠٦).