للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله عن أبي ذر تقدم الكلام عليه.

قوله: "فضرب بيده على منكبي" المنكب مجتمع [رأس الكتف والعضد قاله المنذري].

قوله: "ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة" يعني الولاية وليس المراد ضعيف البدن إذ لا مدخل له في الإمارة ولا ضعيف العلم فإنه حفظ علما جما كما قال عمر - رضي الله عنه - ولا ضعيف الهمة والتصميم على الحق وإنما المراد الضعيف عن احتمال لجاج الخصومة ولددهم وكان خلقه لا يحتمل ذلك أو عن شديد أهوالها وحربها ونكالها فيما يظهر، وقوله: "إنها أمانة" أي من التي أمنت السموات والأرض عليها ما بين أن يحملنها وأشفقن منها، قوله: "وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة" فشهوده عيانى لكل موفق قوله: "إلا من أخذها بحقها" أشد مستوقف عنها لمن فهم.

قوله: "إلا من أخذها بحقها" فيها أبلغ مانع وأكف منفر. قاله في "حدائق الأولياء" (١).

هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلا لها أو كان أهلا ولم يعدل فيها فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط وأما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة كحديث سبعة يظلهم الله وحديث عبد الله بن عمرو


(١) حدائق الأولياء (١/ ٥٩٢).