للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تسع وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي لوصيته بذلك].

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته" ففي هذا الحديث تحريم غش الأمراء لرعاياهم والتخويف العظيم بسبب ذلك وأنه لا يكون منهم ولا يدخل الجنة معهم وهذا الحديث مأول كما تقدم في نظائره إما على المستحل أو على التأخير عنه في الدخول لاسيما قوله معهم فإنه يحمل ذلك وإن كان الظاهر نفي الدخول مطلقا ووجوب النصح عليهم [. . .] (١) والاجتهاد فيما يصلحهم ويحوطهم وذلك أمر عظيم لا يقوم به إلا الأقوياء في الدين ولهذا جاء التغليظ في الإمارة وإنها خزي وندامة على من لم يقم بحقها وأما من عدل فيها وقام بواجبها فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم في الآية ومن السبعة الذين يظلهم الله ظله يوم القيامة، فيجب عليه أن يجتهد في ذلك وينصح ولا يفرط في شيء وإلا طلبه كل واحد من رعيته بحقه وكثر مطالبه وناقشه محاسبوه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "ما من أمير عشرة فما فوقهم إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا فإما أن يفكه العدل أو يوبقه الجور" والله أعلم، قاله في شرح الإلمام.

قوله: وعن عبد الله بن مغفل المزني - رضي الله عنه -[. . .] (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" تأويلان كما سبق، وفي الرواية الأخرى: "إلا حرم الله عليه الجنة وعرفها


(١) بياض في الأصل.
(٢) بياض في الأصل.