للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

متخذا] الخلق خليلا أفتقر إليه وأعتمده في أموري لكان أبا بكر لكن الذي ألجأ إليه وأعتمد عليه في جميع أموري هو الله سبحانه وتعالى وسمي إبراهيم خليلا لأنه [تخلق بخلال حسنة] اختص بها (١).

واعلم أن الخلة لما كانت أخص من المحبة وأعلا رتبه كان أحباء الله عز وجل كثيرا، ولم تحصل الخلة إلا لاثنين لإبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ومذهب أهل الحق أن الصديق - رضي الله عنه - أفضل الخلق كافة إلا النبيين والمرسلين، وقد روى الترمذي بإسناده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما طلعت الشمس ولا غريب على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر" وثبت عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أقبل أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -: "هذان سيدا كهول أهل الجنة لا تخبرهما" (٢) ولعله - صلى الله عليه وسلم - أراد بعد إخبارهما بقاء قوتهما لصلاح الأمة فإنه لو أخبرهما بذلك بالغا في العبادة المضعفة للبدن الموجبة لفوات صلاح الأمة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن الأمم من قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت ثلاث مرات" الحديث، ونهيه - صلى الله عليه وسلم - عن اتخاذ القبر مسجدا إنما كان خوفا من أن يعبد وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخذوا قبري وثنا يعبد" قاله ابن عقيل في شرح الأحكام.


(١) مطالع الأنوار (٢/ ٤٣٧).
(٢) أخرجه أحمد ١/ ٨٠ (٦٠٢)، والترمذي (٣٦٦٥) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في الصحيحة (٨٢٤).