للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ} (١) أي كالسحب (٢). وفيه إيذان بأن المؤمن في حالة اشتغاله بالشهوة يصير فاقدا أو كالفاقد للإيمان ولكن لا يزول عنه حكمه واسمه بل هو بعد في ظل رعايته، وكنف بركته إذ يصير فوق رأسه كالسحابة تظله فإذا فرغ من شهوته عاد الإيمان إليه (٣).

ويجوز أن يكون قوله: "خرج منه الإيمان" قد سلك فيه مسلك المبالغة والتشديد في باب الزجر والوعيد ولم يرد رفع حقيقة الإيمان وإبطاله وهذا كقولهم فيمن عرف بالكرم والشجاعة ثم خالف أحيانا ما عرف به منهما عدمت منه الرجولية وذهبت المروءة والمراد [أن يعتبر وينزجر] السامعون وينتهي صاحبه عما صنع ولأن مرتكب الكبيرة إيمانه على سر [ ... ] (٤) الذهاب أو ليس بعد الكبيرة إلا الكفر فهذا الحديث إن حمل على المستحل لذلك فواضح وإن حمل على غيره فالمراد منه نفي كمال الإيمان لا حقيقته وقيل هذا فما نؤمن به ونكل معناه إلى الله [وإلى رسوله] وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقال البزار في مسنده: ينزع الإيمان من قلبه فإن تاب تاب الله عليه (٥)، وروى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه ينزع عنه حالة الزنى نور الإيمان، أ. هـ.

وقال أبو القاسم الأصبهاني صاحب المغيث في حل غريب القرآن


(١) سورة لقمان، الآية: ٣٢.
(٢) المصدر السابق (٣/ ١٦٠ - ١٦١).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ٧٩)، وشرح المصابيح (١/ ٨١).
(٤) بياض بالأصل.
(٥) كشف المناهج (١/ ٨٦).