للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكلمهم" أي لا يكلمهم تكليم أهل الخير وبإظهار الرضى بل بكلام أهل السخط والغضب وقيل المراد الإعراض عنهم وقال جمهور المفسرين لا يكلمهم كلاما ينفعهم ويسرهم وإلا فالله تعالى يكلم كل أحد يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح "ما من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان" وقيل: لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية، ومعنى "لا يزكيهم" أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم، وقال الزجاج وغيره معناه لا يثني عليهم ومعنى "ولا ينظر إليهم" أي يعرض عنهم ونظره سبحانه وتعالى لعباده رحمته ولطفه بهم ومعنى "ولهم عذاب أليم" أي مؤلم، قال الواحدي: هو العذاب الذي يخلص إلى قلوبهم وجعه، قال: والعذاب كل ما يعني الإنسان ويشق عليه وأصل العذاب في كلام العرب من العذب وهو المنع يقال عذبته عذابا إذا منعته وعذب عذوبا أي امتنع وسمي الماء عذبا لأنه يمنع العطش، أ. هـ قاله النووي في شرح مسلم (١).

قوله: "شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر" قال الحافظ: العائل هو الفقير ومنه قول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} (٢) أي: فقيرا فأغناك بمال خديجة على أحد التفاسير في ذلك ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} (٣) أي: فقراء، والمراد بالاستكبار الأنفة من الاكتساب فتضييع عائلته بسبب تعاظمه عن التكسب.


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ١١٦).
(٢) سورة الضحى، الآية: ٨.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٢٨.