بهذا الثواب العظيم لما في الشباب من قوة الشهوة وإمداد الأمل والتسويف بالتوبة وقلة بصيرته بالأمور وعدم معرفته بالتجارب بخلاف الشيخ في ذلك كله.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ورجل قلبه معلق بالمساجد" ومعناه أنه شديد الحب للصلاة في الجماعة والمحافظة عليها وأنه إذا فرغ منها وخرج إلى شغله الذي لا بد منه لكسب من الحلال والإنفاق على العيال بقى قلبه متعلقا بالصلاة الآتية حتى يجيء وقتها فيرجع إلى المسجد، وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}(١) الآية".
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه" الحديث، ومعنى ذلك ان كل واحد منهما أحب صاحبه لله عز وجل لا لغير ذلك من الأغراض الدنيوية بل يكون حب كل واحد منهما لصاحبه لما فيه من الخصال الحميدة الدينية واستمرا على ذلك حتى تفرقا، يعني: كان سبب اجتماعهما حب الله فمتى تحابا في الله نال كل واحد منهما هذا الثواب وهو الاستظلال بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله سواء كانا مجتمعين أو متفرقين متقاربين أو متباعدين وذلك لما فيه من تقديم أمر الله والحث عليه ومن التحابب في الله تعالى والتعاون على البر والتقوى ونصر المسلم