للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أضع علمي فيكم وأنا أريد أن أعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم" (١)، قال صاحب الأنوار رحمه الله: خص اللّه العلماء بفضيلة بخلاف غيرهم أن الله عز وجل يعبد بفتواهم ويعرف جلاله بهم غير أنهم مطالبون بشكر النعمة فيدفعون لوجود كل فتنة ومحنة وحادثة وبدعة، وهذا مقام عظيم، إذ به يعبد الله. وبه ينتهي عن معاصيه وتترك، فكل من ترك معصية أو بدعة ففي صحيفته، وكل من أطاع الله وعبده فكذلك في صحيفته أيضًا (٢).

قال في المدخل (٣): وقد ورد أن الله تعالى يأمر يوم القيامة بأهل البلاء إلى الجنة والعلماء وقوف في المحشر فيقولون: يا ربنا بفضل علمنا دخلوا الجنة، أي: إنهم علموهم ما يلزمهم من الأحكام في بلائهم وما لهم على ذلك من الأجور وكيفية الصبر وما للصابرين فامتثلوا ذلك منهم، فكان سببا لما جرى، ثم يأمر الله تعالى بالمجاهدين والصابرين إلى غير ذلك من الطوائف الذين يدخلون الجنة بغير حساب، والعلماء وقوف يقولون: يا ربنا بفضل


(١) أخرجه الرويانى (٥٤٢)، والطبراني في الأوسط (٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣ رقم ٤٢٦٤) والصغير (١/ ٣٥٤ رقم ٥٩١)، وعنه أبو نعيم في المعرفة (٤٤٤٤)، وابن عدى في الكامل (٥/ ١٧٨ - ١٧٧)، والبيهقي في المدخل (٥٦٧)، وابن المقرب في أربعينه (ص ٧٢)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢٣٢ و ٢٣٣). قال ابن عدى: وهذأ الحديث بهذا الإسناد باطل، وإن كان الراوي عنه صدقة بن عبد الله ضعيف، وابن شابور ثقة وقد روى عنه. وقال الهيثمى في المجمع ١/ ١٢٦ - ١٢٧: رواه الطبراني في الكبير، وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف جدا. وضعفه الألباني جدا في الضعيفة (٨٦٨).
(٢) المدخل (١/ ٦٨).
(٣) المدخل (١/ ٦٢ - ٦٣).