للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إنه من أهل النار" أما بمعنى الاستفتاح.

تنبيه: فإن قلت: القتل هو معصية والعبد لا يكفر بالمعصية هو من أهل الجنة لأنه مؤمن، قلت: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم بالوحي أنه ليس مؤمنا أو أنه سيرتد حيث يستحل قتل نفسه، أو المراد من كونه من أهل النار أنه من العصاة الذين يدخلون النار ويخرجون منها، وفيه: أن الاعتبار بالخواتيم وبالنيات وأن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، أ. هـ قاله الكرماني (١).

قوله: فقال رجل من القوم أنا صاحبه أبدا، كذا وقع في الأصول ومعناه أنا أصحبه في خفية وألازمه أدا لأنظر السبب الذي يصير به من أهل الناء فإن فعله في الظاهر جميل وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه من أهل النار فلابد له من سبب عجيب، قاله النَّووي.

قوله: "فوضع سيفه بالأرض" وفي رواية أخرى "فوضع نصل سيفه بالأرض" يعني به: ما يلي القبيعة، القبيعة هي التي تكون على رأس قائمة السيف وقيل ما تحت شارب السيف، وفي الحديث كانت قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة، الحديث، والنصل في اللغة هو السيف كله.

قوله: "وذبابه بين ثدييه" وذباب السيف بضم الذال وتخفيف الباء هو طرفه الأسفل المحدد الذي يضرب به وحسامه وظبته وغربا السيف جانباه.

وقوله: "بين ثدييه" هو تثنية ثدي بفتح الثاء وهو مذكر على اللغة الفصيحة قال ابن فارس: الثدي للمرأة ويقال لذلك الموضع من الرجل [ثندوة وثندؤة


(١) الكواكب الدرارى (١٢/ ١٦٣ - ١٦٤).