للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفرج بن الجوزي (١): قلت: الإلهام للشيء لا ينافي العلم ولا يتسع به عنه، وليس الإلهام من العلم في شيء إنما هو ثمرة العلم والتقوى فيوفق صاحبها للخير، ويلهم الرشد، واعلم أن العلم الإلهامي الملقي في القلوب لا يكفي عن العلم المنقول كما أن العلوم العقلية لا تكفي عن العلوم الشرعية، فإن العقلية كالأغذية، والنقلية كالأدوية، ولا ينوب هذا عن هذا.

تتمة أيضا في علم الشريعة والحقيقة: أنبأنا عبد الكريم فذكره إلى أن قال: سمعت أبا بكر الدقاق يقول: كنت مارًا في تيه بني إسرائيل فخطر ببالي أن علم الحقيقة مباين للشريعة فهتف بي هاتف من تحت شجرة: كل حقيقة لا تتبعها الشريعة فهي كفر، قال أبو الفرج بن الجوزي: قلت: وقد بينه الفقيه أبو حامد الغزالي في بعض كتب الإحياء، فقال: من قال الحنفية تخالف الشريعة أو الباطن يخالف الظاهر فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان، وقال ابن عقيل: جعلت الصوفية الشريعة أسماء وقالوا: المراد منها الحقيقة بعد هذا سواء واقع في النفوس من إلقاء الشياطين، وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمعذور مخدوع، انتهى، قاله ابن الجوزي في تلبيس إبليس (٢).

١٤١ - وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إِن من الْعلم كهَيئَةِ الْمكنون لا يُعلمهُ إِلَّا الْعلمَاء بِالله تَعَالَى فَإِذا نطقوا بِهِ لَا يُنكره إِلَّا أهل


(١) المصدر السابق (ص ٢٨٥ - ٢٨٦).
(٢) تلبيس إبليس (ص ٢٨٧).