للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "على مدرجته" المدرجة ضبطها الحافظ وفسرها فقال هي الطريق، أ. هـ؛ أي على قارعة الطريق قاله عياض (١)، وقال ابن الأثير: المدرجة هي مفرد الأدراج وهي المواضع التي يدرج فيها: أي يمشي (٢)، انتهى.

وقوله: "هل له عليك من نعمة تربها" أي تقوم بها وتسعى في صلاحها، أ. هـ قاله المنذري، وقال غيره: معنى تربها أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده يقال رب فلان ولده يرُبُّه ربًّا وربية ورباه كلّه بمعنى واحد، قاله في النهاية (٣)، دل هذا الحديث على فضيلة زيارة الإخوان.

واعلم أنه يستحب استحبابا مؤكدا زيارة الإخوان والصالحين والجيران والأصدقاء والأقارب وإكرامهم وبرهم وصلتهم وضبط ذلك يختلف باختلاف أحوالهم ومراتبهم وفراغهم، وينبغي للزائر أن تكون زيارته لهم على وجه لا يكرهونه وفي وقت يرتضونه فإن رأى أخاه يحب زيارته ويأنس به أكثر زيارته والجلوس عنده وإن رآه مشتغلا بعبادة أو غيرها أو رآه يحب الخلوة يقل زيارته حتى لا يشغله عن عمله وكذلك عائد المريض لا يطيل الجلوس عنده إلا أن يستأنس به المريض واللّه أعلم (٤).

٣٨٩١ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من عَاد مَرِيضا أَو زار أَخا لَهُ فِي اللّه ناداه مُنَاد بِأَن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الْجنَّة منزلا


(١) مشارق الأنوار (١/ ٢٥٥) وإكمال المعلم (٨/ ٣٥).
(٢) النهاية (٢/ ١١١).
(٣) النهاية (٢/ ١٨٠).
(٤) الأذكار (ص ٢٦٨) للنووى.