للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "أخاه" الظاهر أنه أراد الأخ في القرابة فهو حقيقة، ويحتمل أن يراد به الأخ في الإسلام، وعرف الشرع فهو مجاز لغوي أو حقيقة عرفية (١).

قوله: "في الحياء" أي: في شأن الحياء وفي حقه، ومعناه أنه ينهاه عنه ويخوفه منه (٢).

وقال [النووي:] أي ينهاه عنه ويقبح له فعله ويزجره عن كثرته فزجره النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك أي عن وعظه وقال: دعه أي تركه فإن الحياء من الإيمان أي دعه عن فعل الحياء وكف عن نهيه (٣) أ. هـ.

قوله: "دعه" هو أمر لا ماضي له قالوا: أماتوا ماضي دع وذر (٤).

فالحياء منشأه من الإيمان وكذا كل حالة قلبية فإنها تنشأ من الاعتقاد المناسب لها قاله في الحدائق (٥).

وقال ابن قتيبة: معنى هذا الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الإيمان فجاز أن يسمى إيمانا لأن العرب تسمي الشيء باسم ما قام مقامه أو كان شبيها به، ألا ترى أنهم يسمون الركوع والسجود صلاة وأصل ذلك الدعاء فلما كان الدعاء يكون في الدعاء سمين صلاة حكاه عنه ابن بطال (٦) أ. هـ.


(١) الكواكب الدرارى (١/ ١٢٠).
(٢) المصدر السابق.
(٣) شرح النووي على مسلم (٢/ ٦).
(٤) الكواكب الدرارى (١/ ١٢٠).
(٥) حدائق الأولياء (١/ ٥٩٤).
(٦) شرح صحيح البخاري (١/ ٧٦).