للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولهذا قابله بالإثم (١).

قوله: "حاك" بالحاء المهملة والكاف أي دار في صدرك ورسخ (٢). وقال بعضهم (٣): أي أثر وتردد ومنه قولهم ضربته فما حاك فيه السيف أي ما أثر، وفي حديث وابصة البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، الحديث، فقوله: "واطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب" اطمأن سكن ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (٤) الآية، أي سكنتم من انزعاج الحرب وحركته. فدل على أن حسن الخلق طمأنينة النفس والقلب والإثم حواز الصدر وما حاك فيها واسترابت به وهذا غير حسن الخلق وسوئه في عرف كثير من الناس وحواز بالتشديد وهو ما يحرزها ويغلب عليها حتى يرتكب ما لا يحسن، وقيل: بالتخفيف يعني في الواو وتشديد الزاي جمع حازة وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر وتتخالج في القلوب أن تكون معاصي وهذا أشهر والله أعلم، قاله الحافظ في أوائل كتاب النكاح (٥). وأما معنى الحديث فقوله: "البر حسن الخلق" فقد قيل إنه بذل الندي وكف الأذى واحتمال الأذى، وأن يحب للناس ما يحب لنفسه، وقيل: حسن الخلق بذل الجميل وكف القبيح


(١) مدارج السالكين (٢/ ٢٩٢).
(٢) النهاية (١/ ٤٧٠).
(٣) التعيين (ص ٢٠٣).
(٤) سورة النساء، الآية: ١٠٣.
(٥) الترغيب والترهيب [كتاب النكاح باب الترغيب في غض البصر والترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها].