للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما فيها إلا ذكر اللّه وما والاه وعالما ومتعلما، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم" {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} (١) وغير ذلك من الآيات التي فيها ذكر العلم، وحيثما وقع العلم في كتاب اللّه تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإنما المراد به العلم النافع التي تكتنفه الخشية وتكون معه الإنابة، قال اللّه تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٢)، الآية، فلم يجعل علم من لم يخشه من العُلماء علما، فشاهد العلم الذي هو مطلوب اللّه الخشية للّه، وشاهد الخشية موافقة الأمر، أما علم تكون معه الرغبة في الدنيا والتملق لأربابها وصرف الهمة إلى اكتسابها والجمع الادخار والمباهاة وطول الأمل ونسيان الآخرة فما أبعد من هذا العلم علمه من أن يكون من ورثة الأنبياء، فعلماء الباطن رضي اللّه عنهم أحق بالإرث وأولى وأقرب نسبة وأغلى لأن علمهم تلزمه الخشية وتكتنفه العظمة، وهل ينتقل الشيء الموروث إلى الوارث إلا بالصفة التي كان بها عند الموروث عنه، فكل صاحب علم لا خشية له فليس بأهل أن يكون وارثًا، ومثل من هذه الأوصاف أوصافه كمثل الشمعة تضيء على غيرها وهي تحرق نفسها، جعل اللّه علمه من هذا وصفه حجة عليه وسببا في تكثير العقوبة لديه، وذكر أمثلة كثيرة فيها ذكر اللام على من هذه صفته اختصرتها بطولها، واللّه أعلم؛ قال ابن عطاء اللّه في لطائف المنن.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٨.
(٢) سورة فاطر، الآية: ٢٨.