للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال بعضهم (١): الثرثارون هم الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق، والثرثرة كثرة الكلام وترديده.

والمتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز (٢).

وقيل (٣): أراد بالمتشدق المستهزيء بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم، وفي الحديث أيضًا: "إن اللَّه يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل الكلام بلسانه كما تتخلل البقرة الكلام بلسانها" (٤) هو الذي يتشدق في الكلام ويفخم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا قاله في النهاية (٥).

والمتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فاه بالكلام ويتسع فيه إظهارًا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ولهذا فسره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمتكبر انتهى، ذكره المنذري، وقال غيره (٦): الثرثار هو كثير الكلام بغير فائدة دينية والمتشدق المتكلم بملء فيه تفاصحا وتعاظما وتطاولا وإظهارا لفضله على غيره، أ. هـ.


(١) النهاية (١/ ٢٠٩) وشرح المشكاة (١٠/ ٣١٠٦) للطيبي، وشرح المشكاة (٥/ ٢٢٩) للطيبي.
(٢) النهاية (٢/ ٤٥٣)، وشرح المشكاة (١٠/ ٣١٠٦) للطيبي.
(٣) النهاية (٢/ ٤٥٣)، وتحفة الأبرار (٢/ ٢٣٣)، والمفاتيح (٥/ ١٦٧).
(٤) أخرجه أبو داود (٥٠٠٥)، والترمذي (٢٨٥٧) عن عبد اللَّه بن عمرو. وصححه الألباني فى الصحيحة (٨٨٠).
(٥) النهاية (٢/ ٧٣).
(٦) المفاتيح (٥/ ١٦٧)، ومدارج السالكين (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤).