للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لما رأى ذكر رؤية ما لم يره كلف فعل ما لم يفعل وهو العقد بين شعيرتين، فإن قال قائل: كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين، فقد أجاب عنه ابن جرير الطبري: فقال: قد صح الحديث أن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والنبوة لا تكون إلا وحيا، والكاذب على اللَّه أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه (١). أ، هـ، وكذا قاله في النهاية (٢).

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة" الآنك: بمد الهمزة وضم النون هو الرصاص المذاب، قاله المنذري.

قوله: ومن صور صورة عذب أو كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، سيأتي الكلام على من صور صورة في بابه إن شاء اللَّه تعالى، وروي أبو بكر بن أبي الدنيا بإسناده أن عمر بن سعد هذا ضرب عبدا لأبيه سوط فأقبل الغلام إلى سعد ودمه يسيل على عقبه، قال مالك: فأخبره فقال: اللهم اقتل عمر وأسل دمه، قال: فمات الغلام وقتل المختار عمر بن سعد (٣) وولد عمر المذكور في العام الذي مات فيه عمر بن الخطاب وقتله المختار سنة خمس


(١) كشف المشكل (٢/ ٤٣١).
(٢) النهاية (١/ ٤٣٤).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (٢٧).