للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنها لفائدة جليلة وصدقة جزيلة وفيه أحد مواطن العزلة وهو شعب من الشعاب ولزوم البيت قريب منه (١)، أ. هـ. وفيه دليل لمن قال بتفضيل العزلة على الاختلاط وفي ذلك خلاف مشهور تقدم، وأكثر العلماء على أن الاختلاط أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن ومذهب طوائف أن الاعتزال أفضل وتقدم ذلك أيضًا وأجاب الجمهور عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الحروب والفتن أو هو ممن هو لا يسلم الناس منه ولا يصبر عليهم أو نحو ذلك من الخصوص، ولقد كانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء الزهاد مختلطين فيحصلون منافع الاختلاط كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المريض ومجلس الذكر وغير ذلك (٢)، أ. هـ.

٤١٤٠ - وَعنهُ -رضي اللَّه عنه قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُوشك أَن يكون خير مَال الْمُسلم غنم يتبع بهَا شعف الْجبَال ومواقع الْقطر يفر بِدِينِهِ من الْفِتَن رَوَاهُ مَالك وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائيِّ وَابْن مَاجَه شعف الْجبَال بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة مفتوحتين هُوَ أَعْلَاهَا ورؤوسها (٣).

قوله: وعنه -رضي اللَّه عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها


(١) حدائق الأولياء (١/ ٥٦٥ - ٥٦٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٣٣ - ٣٤).
(٣) أخرجه مالك (٢٧٨١)، والبخاري (١٩) و (٣٣٥٠) و (٣٦٠٠) و (٦٤٩٥) و (٧٠٨٨)، وأبو داود (٤٢٦٧)، والنسائي في المجتبى ٧/ ٥٦٢ (٥٠٨٠)، وابن ماجه (٣٩٨٠).