للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعنه تقدم الكلام عليه. وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- قال اللَّه تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر الحديث. قال الإمام المازري (١): هو مجاز والباري سبحانه وتعالى لا يتأذي من شيء فيحتمل أن يريد: أن هذا عندكم أذى لأن الإنسان إذا أحب آخر لم يصح أن يسبّه لعلمه أن السبّ يؤذيه، والمحبّة تمنع من الأذى، ومن فعل ما يكرهه المحبوب، [فـ] كأنه قال: يفعل ما أنهاه عنه، وما يخالفني فيه، والمخالفة فيها أذى فيما بينكم، فيجوز فيها في حق الباري -سبحانه-. وأحسن النووي (٢) التعبير عن ذلك مختصرًا بقوله معناه لا يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم. اهـ.

قوله [يقول] يا خيبة الدهر، والخيبة بالخاء المعجمة والياء المثناة من تحت والباء الموحدة الحرمان والخسران. قول الحافظ رحمه اللَّه كما كانت العرب تستمطر بالأنواء ويقولون مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء، اهـ. قال بعض العلماء النوء عند العرب سقوط نجم من نجوم السماء [أي من المنازل التي هي منازل القمر الثمانية [والعشرون].

قال أبو عمرو بن الصلاح (٣): النوء في أصله ليس هو نفس الكوكب فإنه فإنه مصدر ناء النجم ينوء نوءًا أي سقط وغاب وقيل أي نهض وطلع وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع، ينوء نوءا، وقيل إنما سمي النجم


(١) المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١٩١).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (٢/ ٦١).