للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه وليس له في الآخرة ثواب الشهداء (١)، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطًا في الجهاد.

قوله في الحديث: "ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد"، أما تقديم الأكثر قرآنا فلفضيلته، والتقديم في شيئين في اللحد قبل غيره وإلى جهة القبلة، قال العُلماء: يقدم الأسن الأقرأ إلى القبلة لهذا الحديث، وهذا إذا لم يكن أحدهما أب الآخر، كان كان الابن أفضل فإن كان قدم مطلقا، وكذا تقدم الأم على البنت والابن يقدم على الأم المذكورة، ويظهر أن الخنثى كذكر مع أنثى (٢).

فرع: لو اجتمع رجل وصبي وخنثى وامرأة، قدم إلى القبلة الرجل ثم الصبي ثم الخنثى ثم المرأة كما في الصلاة (٣).

وفي هذا الحديث فضيلة قراءة القرآن وعظيم ما أوتوه إذا كانوا عاملين به، وفيه: استخبار الحاكم عن الفضلاء ورفعهم إلى مراتبهم وقبول من يثق به في تعريف أحوالهم وإن من كان أقرأ كان أفضل لفضل علمه وعمله، وفيه: الحث على تعليمه وأن لا يغفلوه لإكرام اللّه أهله في الحياة والممات (٤).


(١) انظر شرح السنة (٥/ ٣٦٦ - ٣٦٧)، وروضة الطالبين (٢/ ١١٨ - ١٢٠)، والمجموع (٥/ ٢٦٧ - ٢٦٠)، والنجم الوهاج (٣/ ٦٨ - ٧٥).
(٢) كفاية النبيه (٥/ ١٥٣).
(٣) المجموع (٥/ ٢٨٤)، وكفاية النبيه (٥/ ١٥٣).
(٤) انظر شرح صحيح البخارى لابن بطال (٣/ ٣٣٤).