للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم- آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب الحديث أي [علامته ودلالته] وآيات الساعة وآيات الأنبياء الآية العلامة وسميت آية القرآن بذلك لأنها علامة انقطاع كلام عن كلام. فإن قلت الآية مفردة فالظاهر يقتضي أن يقال الآيات ثلاث، قلت إما أن يقال كل من الثلاث آية حتى لو وجدت [خصلة] واحدة يكون صاحبها منافقا أو أن يقال كل الثلاث معا آية حتى إذا اجتمعت تكون آية واحدة فعلى الأول المراد منها جنس الآية وعلى الثاني معناه [الآية] (١) اجتماع هذه الثلاث اهـ، قاله الكرماني في شرح البخاري (٢). واعلم أن جماعة من العلماء عدوا هذا الحديث مشكلا من حيث أن هذه الخصال قد توجد في المسلم المصدق بقلبه ولسانه الذي ليس فيه شك وقد أجمع العلماء على أنّ من كان مصدقا بقلبه ولسانه وفعل هذه الخصال المذكورة في الحديث لا يحكم عليه بكفر ولا هو منافق يجعله في الدرك الأسفل من النار [والجواب أنّ] الحديث ليس فيه بحمد الله إشكال؛ وقد اختلف العلماء في معناه فالذي قاله المحققون والأكثرون وهو الصحيح المختار أن معناه أن هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافق في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال أو يكون نفاقه [خالصا] في حق من [حدثه] ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق في الإسلام فيظهره وهو


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) الكواكب الدراري (١/ ١٤٧).