للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تمجَل مجَلا بفتحها فيهما ومجَلت تمجُل بضمها مجْلا بإسكانها لغتان مشهورتان وأمجلها غيرها. قال أهل اللغة والغريب (١) المجل هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل، والمراد بذلك خلو القلب عن الأمانة مع بقاء أثرها، والله أعلم. وأما قوله: "كجمر دحرجته على رجلك فنفط"، أي أطلقته فتدحرج أي يطلق ظهرا لبطن بين يديه والجمر والدحرجة معروفان ونفط بفتح النون وكسر الفاء ولم يقل نفطت مع أن الرجل مؤنثة إما أن يكون ذكَّر نفط اتباعا للفظ الرجل، وإما أن يكون اتباعا لمعنى الرجل وهو العضو.

وأما قوله: "فتراه منبترا" أي مرتفعا [أي] قائما أو، موضعه فارغ وأصل هذه اللفظة الارتفاع ومنه المنبر لارتفاعه وارتفاع الخطيب عليه. قوله: "ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله" هكذا وقع في بعض الأصول بإفراد لفظ الحصاة وهو صحيح، وروي ثم أخذ حصى فدحرجه. قال القاضي عياض (٢) أو النووي هكذا ضبطناه وهو ظاهر ويكون معناه دحرج ذلك المأخوذ أو الشيء وهو الحصاة.

فائدة: قال صاحب التحرير معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله فإذا زال شيء آخر صار كالمجل وهو


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٦٩)، والكواكب الدراري (٢٣/ ١٨).
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (٢/ ١٦٩).