للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[قوله: لم يرح] قال الكسائي: هو بضم الياء، من قوله: أرحت الشيء فأنا أريحه إذا وجدت ريحه، وقال أبو عمرو: لم يرح بكسر الراء من رحت أريح إذا وجدت الريح، وقال غيرهما: بفتح الياء والراء، والمعنى واحد، وهو شم الرائحة.

قوله: "وعن أبي بكرة" اسمه نُفَيع، بصيغة المصغر من المنفعة، ابن الحارث بن كلدة بالكاف واللام والدال المفتوحات، الثقفي، كني بأبي بكرة لأنه كان أسلم في حصن الطائف وعجز عن الخروج منه فتدلى في النزول منه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببكرة. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة" الحديث، تقدم الكلام على معنى المعاهد وقد أمر الله تعالى في الكتاب العزيز بالوفاء بعهود المشركين إذا أ أقاموا، على عهودهم ولم ينقضوا منها شيئا، وأما عهود المسلمين فيما بينهم فالوفاء بها أشد ونقضها أعظم إثما ومن أعظمها نقض عهد الإمام على من بايعه ورضي به، ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، فذكر منهم ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له. قاله ابن رجب (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لم يرح رائحة الجنة" [أي] لم يشم ريحها، وقد ذكر الحافظ في تصريف الكلمة على ثلاثة أوجه هنا، وتقدم الكلام على شيء من ذلك.


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٤٣٢).