للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "عن أبي الدرداء" تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا"، الكهانة معروفة تقدم الكلام عليها. والاستقسام عبارة عن طلب القسم الذي قسم له وقدر؛ مما لم يقسم ولم يقدر. وهو استفعال منه، وكانوا إذا أراد أحدهم سفرا أو تزويجا، أو نحو ذلك من المهام ضرب بالأزلام وهي القداح، وكان على بعضها مكتوب: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، وعلى الآخر غفل. فإن خرج "أمرني" مضى لشأنه، وإن خرج "نهاني" أمسك، وإن خرج "الغفل" عاد، أجالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي، والرجوع من السفر تطيرا وذلك أن [العرب] في الجاهلية كانت تتطير بتروّح الطير وسنوحها فإذا أراد الرجل حاجة أتى طيرا ساقطا أو في وكره فنفَّره فإن طار ذات اليمين مضى لحاجته وإن طار ذات الشمال رجع فأبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك. وفي الحديث: أقروا الطير مكِناتها بكسر الكاف وقد تفتح أي لا تزجروها وأقِرُّوها على مواضعها التي جعلها الله لها فإنها لا تضر ولا تنفع. قاله في النهاية (١).

وروى الشافعي (٢) عن سفيان ابن عيينة عن عبد الله بن أبي زيد عن سباع بن ثابت عن أم كرز قالت: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: أقروا الطير في وكناتها. وفي رواية: في وكناتها. وهذا بعض حديث رواه أحمد (٣).


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٥٠).
(٢) الشافعي في السنة (٤١٠).
(٣) أخرجه أحمد (٦/ ٣٨١)، وأخرجه الطيالسي (١٦٣٤)، (١٧٣٩)، وابن أبي شيبة في المصنف =