للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "قال ابن عباس: فإن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له " الحديث، فأما لعن المصورين فيرجع إلى من يصور الحيوان دون الشجر إذ الفتنة فيه أعظم. أقول: أو لأن الأصنام التي كانوا يعبدونها كانت على صور الحيوانات واللّه أعلم. قاله الكرماني (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من صور صورة فإن اللّه معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا" الحديث، [وهو] بالخاء المعجمة أي لا يمكن له النفخ قط فيكون معذبا أبدا، فهذا دليل على تحريم الصور [التي لها روح، ودليل على عذاب من صوّرها، فمن اشترى الحلاوة التي فيها الصور]، فهو معين لهم على تصويرها ومن أعانهم كان شريكا لهم فيما توعدوا به ومثل ذلك من وقف ينظر إليها أو تعجبه مع العلم بالتحريم، فكل ذلك إعانة على فعل ما لا يجوز، وانظر إلى النساء كيف يكلفن أزواجهن لشراء ذلك لأولادهن وربما يئول أمرهم إن قصّر في التوسعة إلى الفراق. وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: أنا وأمتي برآء من التكليف فمن تكلّف أو كلف يخشى عليه من الدخول في عموم الحديث. والتكليف مذموم في المواسم الشرعية والعبادات الدينية فكيف به في غير موسم شرعي واللّه أعلم.

قوله: "فربى الرجل ربوة شديدة" ربا الإنسان إذا انتفخ غيظا أو كبرا. قاله المنذري. وقال الكرماني (٢): ربا الرجل إذا أصابه الربو أي [إذا] (٣) علا نفسه


(١) الكواكب الدراري (٩/ ٢٠٨).
(٢) الكواكب الدراري (١٠/ ٧٥).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.