للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله عن أنس تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم- عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل، الحديث. والدلجة قال ابن الأثير (١): هو سير الليل يقال أدلج بالتخفيف إذا سار أول الليل وادلج بالتشديد إذا سار من آخره من آخره والاسم منهما الدلجة والدلجة بالضم والفتح ومنهم من جعل الإدلاج الليل كلّه وكأنه المراد في هذا الحديث لأنه عقبه بقوله فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار أي تقطع مسافتها لأن الإنسان في الليل أنشط منه في النهار وأقدر على المشي والسير لعدم الحر وغيره ولم يفرق -صلى الله عليه وسلم- بين أول الليل وآخره.

وقال عياض (٢) في قوله فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار: أي تقطع وشرع المشي فيها لرقة هواء الليل وعدم الحر يعين على السير وينشط الدواب [ويخفف] الحمل بخلاف حر النهار ولهب الهواجر وأنشدوا لعليّ:

اصبر على السير والإدلاج في السحر ... وفي الرّواح على الحاجات والبُكَر

فجعل الإدلاج في السحر. وفي حديث السفر اطو لنا الأرض أي قرّبها لنا وسهل السير فيها حتى لا تطول علينا فكأنها طويت، قاله في النهاية (٣).


= وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحد رواه عن الليث عن عقيل، عن الزهري، عن أنس إلا رويم وكان ثقة ورواه غيره، عن الزهري مرسلا. وقال الدَّارقُطْنِي في العلل (٢٦٠٤): والمحفوظ: عن ليث، عن عقيل، عن الزُّهْرِي مرسلًا.
(١) انظر: العين (٦/ ٨٠)، والصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (١/ ٣١٥)، ومشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٢٥٧).
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٣٢٣).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٢٩).