للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له مرض يمنعه من العمل بالكلية وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل فيصير كالمنبت فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

قوله: "في رواية أبي داود: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون"، اكلفوا بفتح اللام معناه خذوا وتحملوا، يقال كلفت بهذا الأمر أكلف به إذا [أولعت] وأحببته، قاله في النهاية (١).

قوله: "فإن الله لا يمل حتى تملوا"، الملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيوجب الكلال والإعراض عنه، فمعنى الحديث والله أعلم: اعملوا حسب طاقتكم فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط فإذا فترتم فاقعدوا فإنكم إذا مللتم عن العبادة وأتيتم بها على فتور كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول عنكم والداعي إلى [هذا] التجوز قصد الازدواج وله في القرآن نظائر، ومعناه فإن الله لا يمل أبدا وإن مللتم فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم والله أعلم.

قوله: "كان عمله ديمة"، بكسر الدال وإسكان الياء [أي يدوم عليه ولا يقطعه والديمة المطر الدائم في سكون] (٢)، شبهت عمله في دوامه مع الاقتصاد، [بديمة] المطر الدائم، ومنه حديث حذيفة، وذكر الفتن فقال: إنها


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٩٦).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.