للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على السفر. رواه البخاري في الأطعمة (١) والترمذي (٢) وابن ماجه من حديث قتادة عن أنس بن مالك.

قوله: "على السفر"، والسفر جمع سفرة والسفرة الطعام الذي يتخذه المسافر، وأكثر ما عمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية والسكرجة بضم الأحرف الثلاثة الأول، الثلاثة مع تشديد الراء، هكذا ضبطه الحفاظ. وقال ابن مكي: صوابه بفتح الراء وهي قصاع صغار يؤكل فيها وليست بعربية لأن الأكل منها علامة [على] (٣) البخل وفيها كبير وصغير، فالكبيرة محمل قدر ست أواق والصغيرة قدر ثلاثة أواق، ومعنى ذلك أن العجم كانت تستعملها في الكوامخ وما أشبهها من الجوارشات على الموائد حول الأطعمة للتّشهي والهضم، فأخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل على هذه الصفة قط.

تتمة: قال في الإحياء (٤) من آداب الأكل أن يوضع الطعام على الأرض في سفرة فهو أقرب إلى فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رفعه على المائدة. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بطعام وضعه على الأرض (٥) وهو أقرب إلى التواضع، فإن لم


(١) صحيح البخاري (٥٣٨٦ - ٥٤١٥ - ٦٤٥٠).
(٢) سنن الترمذي (٢٣٦٣)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه ابن ماجه (٣٢٩٢).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) إحياء علوم الدين (٢/ ٣).
(٥) قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: ٤٣٣): أخرجه أحمد في كتاب الزهد من =