للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لسانه عن أعراض الناس" وفي رواية: "رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه" قال هشام بن عروة: كان يردد عَلِيْه السَّلام قوله هذا سبع مرات، وكل من تعود أن يجادل الناس مدة وأثنى عليه الناس ووجد لنفسه بسبب ذلك عزا وقبولا تقوت فيه هذه المهلكات ولا يستطيع عنها نزوعًا إذا اجتمع عليه سلطان الكبر والغضب والرياء وحب الجاه والتقدم بالفضل، وآحاد هذه الصفات تشق مجاهدتها فكيف بمجموعها (١).

ولما كان المراء أمره أصعب من ترك الكذب كان جزاء تاركه قصرا في وسط الجنة، "ومن تركه وهو محق بني له في وسطها" المحق: المتكلم بالحق يعني من ترك المجادلة مع أن ما يقوله حق استحق أن يسكن وسط الجنة (٢)، وربض الجنة: بفتح الراء والباء الموحدة وبالضاد المعجمة وهو ما حولها، انتهى، قاله الحافظ المنذري، وقال ابن الأثير (٣): ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون تحت المدن وتحت القلاع، وقال بعض العلماء أيضًا: ربض الجنة حواليها من داخلها لا من خارجها، والمراد بالبيت هنا القصر.

قوله: "ومن حسن خلقه بنى الله له في أعلاها" سيأتي الكلام على حسن الخلق في بابه مبسوطا إن شاء الله تعالى.


(١) إحياء علوم الدين (٣/ ١١٨).
(٢) المفاتيح (٥/ ١٧٩).
(٣) النهاية (٢/ ١٨٥).