ابن أبي كريب الشامي الكلاعي. من أهل حمص. قال: لقيت سبعين رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من ثقات الشاميين، مات بأنطرطوس سنة أربع ومائة، وقيل: سنة ثلاث.
٥٠٣٨ - وعن ابن أبي مليكة قال: جلسنا إلى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- في الحجر فقال: ابكوا، فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا، لو تعلموا العلم لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره، ولبكى حتى ينقطع صوته. رواه الحاكم (١) مرفوعا وقال: صحيح على شرطيهما.
قوله:"وعن ابن أبي مليكة" هو أبو محمد، وقيل: أبو بكر، عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة -واسم أبي مليكة زهير- بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي الأحول المكي. من مشاهير التابعين وعلمائهم، وكان قاضيا على عهد عبد الله بن الزبير، قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، سمع ابن عباس، وابن الزبير، وعائشة، روى عنه ابن جريج، وخلق سواه، مات سنة سبع عشرة ومائة.
قوله:"جلسنا إلى عبد الله بن عمر في الحجرة وقال: ابكوا فإن لم تجدوا بكاء فتباكَوا" الحديث، والتباكي هو تعاطي أسباب البكاء وإظهار الحزن،
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٧٨ - ٥٧٩)، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأخرجه ابن المبارك في الزهد (١٠٠٧ - زوائد المروزي)، ووكيع في الزهد (٢٠)، وهناد في الزهد (٤٥٧)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٨٩)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣٣٢٨).