للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، الحديث.

وفي مسند الإمام أحمد (١) عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكّرنا ورقّقنا فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء، وقال: يا ليتني مت. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال من عمرك وحسن من عملك فهو خير لك، وفي هذا المعنى أحاديث وكلها تدل على النهي عن تمني الموت بكل حال وأن طول عمر المؤمن خير له فإنه يزداد فيه خيرا، وهذا قيل أنه يدخل فيه تمنيه للشوق إلى لقاء الله تعالى.

فائدة: واختلف السالكون أيما أفضل من تمني الموت شوقا إلى لقاء الله أو من تمني الحياة رغبة في طاعة الله أو من فوض الأمر إلى الله ورضي باختياره له ولم يختر لنفسه شيئا، واستدل طائفة من الصحابة على تفضيل الموت على الحياة بقوله عز وجل: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} (٢)، ولكن


(١) أخرجه أحمد (٢٢٢٩٣)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء ٣/ ٤٧٧ والطبراني في المعجم الكبير الكبير (٨/ ٢١٧/ ٧٨٧٠) قال الإِمام أحمد: يروي عنه -يعني: القاسم- علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلَّا من قبل القاسم، وإنما ذهبت رواية جعفر بن الزبير؛ لأنه إنما كانت روايته عن القاسم، ربما حدث بشر بن نمير عن القاسم. قال شعبة: ألحقوه به. انظر: العلل المتناهية ٢/ ٣٣٤.، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٠٣) رواه أحمد، والطبراني، وزاد فيه: وإن كنت خلقت للنار، فبئس الشيء تتعجل إليه.، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. وقال ابن حجر في فتح الباري (١٠/ ١٣٠) سند لين.
(٢) آل عمران: ١٩٨.