[تجأرون] بفتح المثناة فوق وإسكان الجيم بعدهما همزة مفتوحة: أي تضجون وتستغيثون.
قوله:"وعن أبي الدرداء" أبو الدرداء اسمه عامر وإذا صغر قلت [عُوَيمر]، آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سلمان الفارسي، وتقدم الكلام على مناقبهما مبسوطا في غير ما موضع من هذا التعليق. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" الحديث، قيل معناه: لو تعلمون من عظيم انتقام الله تعالى من أهل الجرائم وشدة عقابه وأهوال القيامة وكُربها وأحوالها وما بعدها كما علمته وترون النار كما رأيت في مقامي هذا [و] في غيره لبكيتم كثيرا ولقلّ ضحككم لتفكركم فيما علمتموه. فإن قيل: قد وصفت لكم النار وأحوال أهلها والأوصاف تفيد العلم. قيل: ليس الخبر كالمشاهدة فإن من شاهد الجنة وما أعد الله فيها لم يطق الصبر عنها ومن شاهد النار وتفاوت أهلها فيها وشاهد ما [أنتم] عليه من أنواع العقوبة والبلاء لم يطق الصبر عليها واشتغل بالبكاء عما رآى، هذا معنى ما ذكره شراح الحديث، وذكر الغزالي في بعض كتبه [سؤالا] فقال في قوله -صلى الله عليه وسلم-: لو تعلمون ما أعلم. فقال:[هل] بيّن ذلك الذي علمه لهم. قيل: هذا من السّر الذي لم يؤذن له في
= منهما. ميزان الاعتدال (٢/ ٢٢٢)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٧/ ٣٦٩) رواه عبد بن حميد والبزار والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٥٢٦٢). وضعفه في الضعيفة (٤٣٥٤)، وضعيف الترغيب والترهيب (١٩٦٩).