للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والسلام وهو ابن ثلات وثلاثين سنة (١)، وسيأتي الكلام عليه في مواضع من هذا التطبيق.

قوله: "إنما الأمور ثلاثة، أمر تبين لك رشده فاتبعه" أي: استبان يعني تبين وظهر، والرشد: الهدى، أي: استقامته، أي: ظاهره، كوجوب الصلاة والصوم فاتبعه.

قوله: "وأمر تبين لك غيه فاجتنبه" والغي: ضد الرشد، وهو: الضلال، والاجتناب: التباعد عن الشيء.

قوله: "وأمر اختلف فيه فرده إلى عالمه" أي: رده إلى كتاب الله وأعرضه عليه ليتكشف لك حكمة اللّه تعالى بوجود عينه أو بوجود نظيره وشبهه، انتهى، وقال بعض العلماء: ["وأمر اختلف فيه" أي: اختلف فيه الناس من تلقاء أنفسهم، من غير] أن يبين الله ورسوله حكمة كتعيين وقت القيامة وحكم أطفال الكفار (٢)، فالأمور ثلاثة أنواع، أي: المتعلقة بأحكام الدين ثلاثة، الأول: ما هو صواب ورشد ظاهر فاتبعه كالواجبات الخمس التي هي أصول الدين، والثاني: ما هو ضلالة وغير ظاهر كبطلان دين الإسلام فاجتنبه، والثالث: ما لا يكون للشارع حكم ظاهر فيه كالمتشابه فكل علمه إلى الله تعالى كمتشابهات القرآن والعلم بوقت يوم قيام الساعة وأحوال


(١) الطبقات الكبرى (٣/ ٤٤٣ و ٧/ ٢٧٣)، والعلل رواية عبد الله (١٠٩٨)، والدينورى في المجالسة (٢٥٩٩) عن سعيد بن المسيب.
(٢) شرح المصابيح (١/ ١٨٦) لابن ملك.