للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَنْت أصبت بهَا أَرغب فِيهَا لَو أَنَّهَا أبقيت لَك" قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث غَرِيب (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية الترمذي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما يدك أوثق بما في يد الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك، الحديث.

في هذا الحديث سبب الزهد لا حقيقته، وذلك أنه إذا وثق بما في يد الله تعالى هذا الوثوق وكان ذلك سببا لترك فضول الدنيا والحرص عليها والشدة فيها، اهـ.

وقال ابن رجب (٢): فسّر النبي -صلى الله عليه وسلم- الزهد في الدنيا بشيئين من أعمال القلوب لا من أعمال الجوارح: ولهذا كان أبو سليمان لا يشهد لأحد


(١) سنن الترمذي (٢٣٤٠)، وأخرجه ابن ماجه (٤١٠٠)، والطبراني في المعجم الأوسط (٧٩٥٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٩/ ٣٠٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٢٨٩) من طريق عمرو بن واقد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو إدريس الخولاني اسمه: عائذ الله بن عبد الله، وعمرو بن واقد منكر الحديث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٨٦) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن واقد، وقد ضعفه الجمهور، وقال محمد بن المبارك: كان صدوقا، وبقية رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٣١٩٤): ضعيف جدا. انظر: ضعيف سنن ابن ماجه برقم (٨٩٤)، المشكاة (٥٣٠١/ التحقيق الثاني)، ضعيف الجامع الصغير وزيادته (٣١٩٤). الصحيح وقفه، فقد رواه أحمد في كتاب الزهد (٩٦).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ١٨٠ - ١٨٢).