للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "أو في ظلهم" سيأتي الكلام على الظل الذي اتخذه الناس مقيلًا، ونهى عن التخلي في الظل والطريق لما في ذلك من إيذاء المسلمين بتنجيس من يمر به ونتنه واستقذاره، وقد صرح الخطابي وغيره بتحريم ذلك، وقد عدوه من الصغائر (١)، والله أعلم.

٢٤٠ - وَعَن معَاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقوا الْملَاعن الثَّلَاث البرَاز فِي الْمَوَارِد وقارعة الطَّرِيق والظل". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه كِلَاهُمَا عَن أبي سعيد الْحِمْيَرِي عَن معَاذ وَقَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ مُرْسل يَعْنِي أَن أَبَا سعيد لم يدْرك معَاذًا (٢).

الْملَاعن: مَوَاضِع اللَّعْن.

قَالَ الْخطابِيّ: وَالْمرَاد هُنَا بالظل هُوَ الظل الَّذِي اتَّخذهُ النَّاس مقيلا ومنزلا ينزلونه وَلَيْسَ كل ظلّ يحرم قَضَاء الْحَاجة تَحْتَهُ فقد قضى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حَاجته تَحت حايش من النّخل وَهُوَ لَا محَالة لَهُ ظلّ انْتهى.

قوله: عن معاذ، تقدم الكلام عليه، وتوفي - رضي الله عنه - شهيدًا بالطاعون سنة ثماني عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين معاذ بن جبل وبين ابن مسعود، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وسبعة وخمسون


(١) معالم السنن (١/ ٢٢)، وتنبيه الغافلين (ص ٣٢٣).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٢٨)، وأبو داود (٢٦)، والحاكم ١/ ١٦٧. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قال البوصيري في الزجاجة ١/ ٤٨: هذا إسناد ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١٤٦)، المشكاة (٣٥٥)، الإرواء (٦٢).