للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[السيئات] تمحو المكفر عنه وحينئذ يكون قد شبه المعقول بالمحسوس [للمريض ليتذكر العقبى]. والمريض [يتذكر العقبى] ويندم على ما مضى ويستغفر من الخطايا فيعود كمن لا ذنب له بمنزلة الملائكة. [وقد] روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: دعاء المريض كدعاء الملائكة (١).

قال: قوله: " [فأبردوها] بالماء البارد" [وصوابه] بوصل الألف لأنه من قولهم بردَ الماء حرارة جوفي وهو ثلاثي وقد أخطأ من قال أبردوها بقطع الهمزة، وفي الرواية الأخرى [فأطفئوها بالهمزة] رباعيا من [أطفأ]، [قاله القرطبي (٢)].

قال بعضهم: أبردوها بالماء يُروى بضم الراء وبالقطع وكسر الراء، قال القرطبي (٣): ليس كل حمى يجوز إبرادها بالماء البارد بل الحمايات [المحترقة] التي ليس معها ورم وكثيرا ما تعرض الحمايات التي يوافقها الماء في أرض العرب وكل بلد حار يابس، فجاء الحديث على هذا النمط والأطباء يُسلِّمون أن الحمى الصفراوية يدبر صاحبها بسقي الماء البارد الشديد البرودة ويسقونه الثلج ويغسلون أطرافه بالماء البارد وعلى هذا فلا يبعُد أنه -صلى الله عليه وسلم- أراد هذا النوع هو المقصود بالحديث والله أعلم. ولئن سلمنا أنه أراد جميع جسد المحموم


(١) أخرجه ابن ماجه (١٤٤١) وابن السني في عمل اليوم والليلة (٥٥٧) عن عمر بن الخطاب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٨٧) وفي مشكاة المصابيح (١٥٨٨) وفي السلسلة الضعيفة (١٠٠٤).
(٢) المفهم (١٨/ ٧٨ - ٧٩).
(٣) المفهم (١٨/ ٧٩ - ٨٠).