للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[كالتي] بالعبرانية وأما غيرها فلا مذمة فيها بل قد تكون ممدوحة كالرقا [بآيات القرآن] والأذكار المشهورة، وقد نقلوا الإجماع على جوازه بالآيات وأسماء لله تعالى وقد يجمع بينها بأن المدح في ترك الرقا للأفضلية وبيان التوكل والذي أذن فيه هو لبيان الجواز مع أن تركها أفضل وبأن النهي إنما هو لقوم كانوا يعتقدون نفعها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية يزعمون في أشياء كثيرة (١).

قال ابن بطال فيه أن في القرآن ما يخص الرقى وإن كان القرآن كله مرجو البركة ولكن إذا كان في الآية تعوذ بالله تعالى أو دعاء كان أخص بالرقية فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "وما يدريك" أن يختبر علمه بذلك، والموضع الذي فيه الرقية هو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} (٢) لأن الاستعانة به على كشف الضر وسؤال الفرج والإقرار بالحاجة إلى عونه هو في معنى الدعاء، ويحتمل أنه إنما رقى بالحمد لما علم أنه ثناء على الله تعالى فاستفتح رقيته بالثناء رجاء الفرج، اهـ. قاله الكرماني. (٣)

تتمة في الشفاء من الأمراض: عن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير الدواء القرآن، انفرد به ابن ماجه (٤)، وعلى تقدير صحته هو محمول على الاسترقاء


(١) الكواكب الدرارى (١٠/ ١١٠).
(٢) سورة الفاتحة، الآية: ٥.
(٣) الكواكب الدراري (١٠/ ١١١).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٣٥٣٣)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٢٦٥)، والقضاعي في مسند =