للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الشيخ محب الدين الطبري: يُعزّى الغائب بعد قدومه لما روي أن أبا بكر لما قدم مكة بعد [وفاة] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأشهر جاءه أهل مكة يعزّونه، وقيل: لا أمد للتعزية (١). وقال أبو حنيفة: يُعزّى قبل الدفن لا بعده، والمستحب أن يعم بالتعزية أهل البيت الكبير والصغير والرجال والنساء، لكن لا يُعزّي الشابة إلا محرم لها (٢) ويكره الجلوس لها، قيل: [وأول من] جلس لها عبد الله بن المبارك لما ماتت أخته دخل عليه بعض جيرانه فقال: حق العاقل أن يفعل في أول يوم ما يفعله الجاهل بعد ثلاثة أيام، فأمر عبد الله بطيّ البساط وتذكّر التعزية. وقال ابن الفركاح: لا كراهة في الجلوس لها لأن النبي صلى عليه وسلم لما جاءه نعي زيد وجعفر وابن رواحة جلس يعرف في وجهه الحزن (٣).

[٥٣٢٩] وروى الترمذي (٤) أيضًا عن أبي بررة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة، وقال: حديث غريب.


(١) النجم الوهاج في شرح المنهاج (٣/ ٨٥).
(٢) النجم الوهاج في شرح المنهاج (٣/ ٨٥).
(٣) النجم الوهاج في شرح المنهاج (٣/ ٨٨).
(٤) أخرجه الترمذي (١٠٧٦)، وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، أخرجه أبو يعلى (٧٤٣٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٨٨٤٢)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (ص: ١٢١)، و (المشكاة ١٧٣٨)، وضعيف الجامع الصغير (٥٦٩٥)، والإرواء (٧٦٤)، وضعيف الترغيب والترهيب (٢٠٦٠)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٦٩٥).